مدونات ICANN

اقرأ مدونات ICANN لتبقى على اطلاع على آخر أنشطة وضع السياسات والمحافل الإقليمية وغيرها.

تصحيحات هامة للأخطاء العامة والمفاهيم الخاطئة بخصوص أعلان الولايات المتحدة حول وظائف هيئة الأرقام المخصصة للأنترنت IANA

20 مارس 2014
بقلم Fadi Chehadé

بقلم: فادي شحاده

في يوم الجمعة المصادف 14 آذار، أعلنت الحكومة الأميركية عن نيتها لنقل مسؤولية أدارتها لوظائف هيئة الأرقام المخصصة للأنترنت (IANA) الى أصحاب المصلحة المتعددين للمجتمع الدولي – والتي هي مكون أساسي من النظام البيئي للأنترنت. تشتمل وظائف IANA على معرفات الإنترنت التقنية وتحديداً أسماء نطاقات المستوى الاعلى لنظام أسم النطاق وعناوين بروتول الإنترنت IP وسجلات معلمات البروتوكول.

إن الإنترنت آخذة بالتوسع وبوتيرة سريعة. ومع نموها، يجب علينا أن نضمن إستمرارها في تعزيز الخيارات والمنافسات وعلى دعم التطور ونشره عبر كافة أنحاء العالم. وتعتبر الإنترنت مورداً عالمياً  ويحق لجميع أصحاب المصلحة أن يكون لهم صوتاً في إدارتها.

ولسوء الحظ بدأ بعض النقاد لإعلان الحكومة الأميركية هذا، بالتخمين وبتناول عدد من القضايا المتعلقة به من خلال أجهزة الأعلام وبصورة غير دقيقة. وأود أن أصحّح بعض ما تم تداوله بخصوص بعض المزاعم الهامة. 

  1. إن الإعلان ليس قراراً نهائياً لتسليم إدارة الإنترنت والأشراف عليها.

    ففي يوم الجمعة طالبت الحكومة الأميركية من المجتمع الدولي لوضع مقترح مشروع لنقل مهمة الإشراف على وظائف هيئة الأرقام المخصصة للإنترنت (IANA). وبذلك، لم تكن الحكومة بصدد الإعلان عن قانون جديد ، ولكن كان ذلك بمثابة الشروع بنقاشات عالمية شاملة. كذلك وضعت الحكومة أطراً واضحة لتلك المناقشات، بما في ذلك البيان الواضح جداً والذي نصّ على أنه سوف لن تناط مسؤولية الأشراف على تلك الوظائف الى جهة حكومية أو منظمة حكومية دولية.

    ولكن بدلاً من ذلك، سوف تدير ICANN حواراً شفافاً بين الحكومات والقطاع الخاص لتحديد عملية نقل الأدارة ولتأسيس هيئة أدارية تكون مسؤولة عالمياً. تضمن هذه العملية أن يكون لمختلف أصحاب المصلحة في مجال الإنترنت صوتاً في إدارتها.

    بالإضافة الى ذلك، أوضحت الحكومة الأميركية بأنه ينبغي للمشروع المقترح لعملية الإنتقال أن يتناول المبادئ الأربعة التالية:

    • دعم وتعزيز نموذج أصحاب المصلحة المتعددين
    • الحفاظ على أمن وأستقرار ومرونة نظام أسم النطاق DNS للإنترنت.
    • تلبية إحتياجات وتوقعات العملاء العالميين وشركاء خدمات هيئة الإنترنت للأرقام المخصصة IANA
    • الحفاظ على إنفتاح الإنترنت

    وبعبارة اخرى، سوف يتم رفض أي مشروع مقترح يؤثر في إنفتاح الإنترنت وفي حوكمة أصحاب المصلحة المتعددين التابعين لها.

  2. الإعلان ليس رداً على تصريحات صادرة من قبل أدوارد سنودين حول وكالة الأمن القومي وسياساتها.

    زُعم في أحدى تقارير وسائل الإعلام بإن ICANN قد ضغطت على الحكومة الأميركية للتخلي عن مسؤوليتها في الأشراف على أدارة الأنترنت”مستغلةً بذلك ما صدر عن السيد سنودين كذريعة.” وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. فلقد كان للحكومة الاميركية تصوراً عن هذا الأنتقال منذ بداية تعاقدها مع ICANN في عام 1998. وعلى مدى الـ 16 عاماً قامت ICANN بالمحافظة على إنترنت مفتوحة وذلك بتعزيز التميّز التشغيلي وكذلك مسؤوليتها تجاه المجتمع الدولي. ويُعد إعلان يوم 14 آذار بمثابة الخطوة الأخيرة لإستكمال المسار الذي ب دأ قبل عدة سنوات.

  3. سوف لن يؤدي الإعلان الى تجزئة الإنترنت الى أجزاء أصغر وأقل مرونةً من الناحية التقنية.

      لن ينتج عن هذا الإعلان أية “حواجز جديدة رقمية” مفروضة. كان هناك ثمة رأي في صحيفة The Wall Street Journal يزعم بأ نه بتراجع الولايات المتحدة هذا سوف يتم تقسيم ” 425,000 مساراً للإنترنت الى أجزاءٍ أقل مرونةً من الناحية التقنية”. في الواقع، إن الحقيقة عكس ذلك تماماً.

    إن إعلان يوم 14 آذار هو خطوة مهمة تجاه الحفاظ على إنترنت مفتوحة وحمايتها.  إن إدارة الولايات المتحدة سوف لن تكون مغتصَبة من قبل حكومات أستبدادية متحمسة لفرض رقابة على حرية التعبير عن الرأي – أو من قبل أي مؤسسة دولية حكومية. وبدلاً من ذلك، سوف تعمل الهيئة الإدارية لأصحاب المصلحة المتعددين والتي ستكون مسؤولة عالمياً على ضمان إستمرار تعزيز التبادل الحر للآراء وتشجيع الإبتكار ودفع عجلة التنمية الأقتصادية نحو الأمام.

  4. يتضمن الإعلان نقل أدارة الوظائف الإدارية والمكتبية. فإن ICANN لاتؤدي وظيفة حفظ النظام  كجهاز الشرطة في النظام البيئي لحوكمة الإنترنت.

    دعوني أكون واضحاً، ستقوم ICANN بتنسيق مكون تقني واحد من النظام البيئي للأنترنت – وهي الأسماء والأرقام ومعلمات البروتوكول الخاصة بالإنترنت. سوف لن تسيطر ICANN على محتوى الإنترنت. ولن يكون لها أي دور يتعلق بمحتوى الإنترنت أو أن يكون بمقدورها وضع قانون بخصوص الرقابة على الإنترنت.

    لقد عملت تلك المكونات التقنية للإنترنت مع بعضها البعض بصورة جيدة ومنذ عقدين من الزمان وفق مفهوم عملية أصحاب المصلحة المتعددين مع حكومة الولايات المتحدة وهي تقوم بدورها في الادارة والأشراف. وفي الحقيقة، قامت ICANN وعلى مدى السنوات الستة عشر الماضية بإدارة وظائف IANA بنجاح وصاحب ذلك مع الوقت تزايد في إدارتها الذاتية وسوف لن يغيّر هذا الإعلان على إلتزامها بضمان أمن وأستقرار نظام أسماء النطاقات للإنترنت.

  5. سوف لن يكون للإعلان تأثيراً على المليارات من مستخدمي الإنترنت يومياً.

    لقد تكهن البعض من خلال وسائل الإعلام بإن إعلان الولايات المتحدة سوف ” يضع الأنترنت المفتوحة في خطر” أمام مستخدميها في كل يوم. هذا القلق ليس له مبرر على أرض الواقع. إن إنتقال الأدارة هذه لن يؤثر على وظائف الإنترنت.   وسوف يستمر تنسيق وظائف IANA بدون تغيير. يؤكد الإعلان على مبادئ ملكية الأنترنت للجميع ومسؤوليتها تجاههم. 

    وبدلاً من تسييس الجدال المتعلق بقرار الحكومة الأميركية بأنتقال إدارة الوظائف التقنية للأنترنت، دعونا نمضي قدماً في النقاشات التي ينبغي أن نجريها حول كيفية الانخراط في الحوارات الضرورية لوضع خطة ل عملية إنتقال فعّالة تضمن إستمرارية وجود انترنت مفتوحة ومتاحة للجميع.

Authors

Fadi Chehadé

السابق President & CEO