يُعد أولادي الآن بعمر البالغين ولكنني أذكر كما لو كانت البارحة عندما كنت أعلمهم كيفية قيادرة الدراجات الهوائية. كانت إزالة عجلات التدريب المساعدة على القيادة من دراجاتهم معلماً وحدثاً هاماً، ولكن ذلك لم يكن ليعني بإنني كنت على إستعداد أن أتركهم يقودون دراجاتهم لوحدهم في الحي. وعندما إعتادوا القيادة بعجلتين فقط بدلاً من أربع عجلات، كنت دائماً بقربهم وعلى أهبة الأستعداد لتصحيح مسارهم وتوجيهم.
لايسعني إلا إن أرى تشابه الحالتين عندما أفكر بـ إعلان الحكومة الأميركية في الشهر الماضي. فلقد توصلت الحكومة الأميركية الى قناعة أن المجتمع العالمي للأنترنت مستعد الآن لتولّي مسؤولية الإشراف والمتابعة على أداء ICANN كمسؤولة إدارية على وظائف هيئة الأرقام المخصصة للإنترنت IANA. إنها تبدو كما لو كانت اللحظة التي تُزال فيها عجلات القيادة المساعدة من مجتمع أصحاب المصلحة المتعددين.
لقد أوصلنا عملنا الجاد على مدى 15 عاماً الى هذه المرحلة وذلك عندما أعترفت الحكومة الاميركية بإننا كمجتمع قد أدينا عملنا بتميّز وبما يتماشى مع مهمّتنا.
بمنتهى التواضع قبلنا هذه الثقة وبدأنا العمل لتطوير وتعزيز آليات المساءلة التي ستكون مطلوبة لكسب ثقة للعالم.
خلال الأجتماع العام التاسع والأربعين ICANN 49 في سنغافورا في شهر آذار 2014، بدأنا بالحوار العام حول كيف يمكن أن تكون عملية إنتقال إشراف ورقابة الحكومة الأميركية. وفي الثامن من شهر نيسان قمنا بنشر النتائج الأولية للحوار، جنباً الى جنب مع وثيقة منظور العملية [PDF، 4.91 كيلوبايت] والتي وُضعت إستناداً الى ردود أفعال المجتمع وبما يتفق مع النقاشات السابقة.
أريد أن أوكد لكم وعلى وجه الخصوص، بأن الحكومة الأميركية وبضمنها هيئة الأتصالات والمعلومات الوطنية NTIA قاد صادقت على وثيقة منظور العملية [PDF، 4.91 كيلوبايت], وهي على أتفاق تام مع وجهات نظر رؤساء مختلف منظمات الإنترنت وبضمنها فريق عمل هندسة الإنترنت IETF ومجتمع الإنترنت وسجلات الإنترنت الإقليمية.
وبالإضافة الى الحوار العام حول عملية إنتقال دورالحكومة الأميركية في الأشراف والرقابة، فإننا قد بدأنا بحوار عام ثان في نفس الوقت في سنغافورا وعلى نطاق أوسع حول كيفية تعزيز مسؤولية ICANN، سوف يبحث الحوار الثاني في تعزيز آليات المساءلة المتواجدة حالياً مثل التأكيد على الإلتزامات, وآليات الإصلاح الخاصة لدى ICANN وكذلك أستكشاف آليات مساءلة جديدة متى ما أقتضت الضرورة. سوف نقوم قريباً بنشر وثائق بخصوص منظور العملية المقترحة والخاصة بهذا الحوار الثاني.
سوف يجري هذين الحوارين بشكل متزامن مع بعضهما البعض حيث أن لكل منهما علاقة بالآخر وسوف يتم إثراء كل منهما بالآخر. الفرق الأساسي هو إن العملية الأولى ستكون حواراً عاماً يُقام في أماكن متعددة عبر المجتمع الدولي للإنترنت بهدف وضع مشروع مقترح كان قد طُلب من قبل الحكومة الأميركية. في حين أن العملية الثانية مرتبطة بالهياكل التنظيمية لـ ICANN ومجتمعها، وسيكون الحوار جارياً بصورة رئيسية ضمن مجتمع ICANN في الوقت الذي يكون مفتوحاً للجميع.
هذين الحوارين العامين هما إثباتان حقيقيان حول كيف أن مجتمع ICANN هو مجتمع مفتوح وشامل وسيؤكدان للعالم أيضاً بإننا كسبنا ثقة الحكومة الأميركية من خلال عملياتنا. هذا هو الوقت المناسبة لنُثبت بأن نموذج أصحاب المصلحة المتعددين لم يعد بعد الآن بحاجة الى عجلات التدريب المساعدة. أنه مستعد لقيادة طويلة ومستقرة نحو الأمام.