استقطب منتدى نظام اسم النطاق (DNS) في أفريقيا والذي عقد في نايروبي في كينيا في الفترة من 5-6 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، أكثر من 200 مشارك. وتزامن ذلك مع الذكرى العاشرة لمحفل صناعة نظام DNS لأصحاب المصلحة المتعددين في المنطقة. وعلى مر السنين، تطور منتدى DNS الذي نظمته منظمة نطاقات المستوى الأعلى في إفريقيا (AFTLD) ورابطة المسجلين في إفريقيا (AFRegistrar) ومؤسسة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة (ICANN) ليصبح وجهة سنوية لأصحاب المصلحة في صناعة أسماء النطاقات في القارة الإفريقية.
فمنذ انعقاد النسخة الأولى من منتدى DNS في دوربان في جنوب إفريقيا في عام 2013، تم تكرار النموذج في جميع أنحاء العالم - من أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي إلى الشرق الأوسط وأوروبا، إلى أمريكا الشمالية وآسيا والمحيط الهادئ. بالإضافة إلى ذلك، تواصل العديد من منتديات DNS على المستوى الوطني في الانطلاق، استلهاماً لما حققه منتدى DNS في إفريقيا. وبذلك يمكننا القول بأنه هناك دائماً شئ جديد من أفريقيا!
أشعر بالفخر لما حققه هذا الحدث على مر السنوات، وأتقدم بالتهنئة الحارة لشركائنا المنظمين والجهات الراعية ومجتمع نظام DNS الإفريقي وكافة الأصدقاء والزملاء. فلقد لعبوا دوراً مهماً في ضمان بقاء هذا الحدث عاملاً محفزًا لهذه الصناعة في إفريقيا. وبسبب هذه الشراكة والتعاون، استطاع منتدى DNS الأفريقي أن يجعل من نفسه بمثابة موقع تجمع سنوي لمجتمع نظام DNS. حيث يوفر هذا المحفل منصة غنية وفعالة لتلاقح الأفكار التي ستساعد على تنمية صناعة نظام DNS والإنترنت في إفريقيا.
وأرى أن مرور 10 سنوات هي علامة فارقة في أي رحلة، وبالتالي فهي نقطة مهمة للتفكير في المنتدى من وجهات نظر متعددة وطرح أسئلة، مثل:
- ما الذي يمكننا القيام به على نحو مختلف؟
- هل أن أفريقيا ملتزمة بتنمية وتطوير فضاء اسم النطاق الأفريقي؟
- كيف يمكننا التعاون بشكل أفضل كصناعة مع جهات فاعلة من خارج هذا المجال وقادرة أيضاً على أن تؤثر على أعمالنا؟
- ما الذي يمكن أن نتعلمه من المناطق والأسواق التي حققت نجاحًا في هذا المضمار؟
- منطقة التجارة الحرة في القارة الأفريقية: ما الفائدة الممكنة منها لصالح نظام DNS؟
إضافةً إلى ذلك، حدد منتدى DNS الأفريقي باستمرار القضايا الرئيسية على المستوى الوطني وفي الخارج والتي تشكل وبشكل مستمر تحدياً يقوض نمو هذه الصناعة. والتي تشمل:
- استراتيجيات السجل وأمين السجل تجاه نمو اسم النطاق وتحقيق بيئة تنافسية
- المسائل القانونية
- اعتماد (تفويض) أمين السجل في بيئة واسعة متناهية الحدود
- الحكومات ونطاقات المستوى الأعلى لرمز الدولة (ccTLD): تحديات النقل (المعروفة سابقًا باسم إعادة التفويض)
- الأتمتة
- إنشاء مرصد نظام DNS لأفريقيا
- الحاجة إلى مشاركة أكبر من قبل المزيد من البلدان والحكومات والصناعات الأخرى
وعندما ننظر إلى أكبر عشرة نطاقات من المستوى الأعلى من حيث الأرقام، كما هو محدد في تقرير شركة Verisign للربع الثاني لعام 2022، لا يوجد نطاق أفريقي من نطاقات المستوى الأعلى لرمز البلد ccTLD في القائمة. وهذا بحد ذاته يمثل فرصة لي للعمل على القيام بشئ ما. وقد أظهر آخر تقرير حول دراسة سوق نظام DNS لمنظمة ICANN، والذي صدر في عام 2017، بأن هناك أقل من خمسة ملايين تسجيل من تسجيلات النطاقات في أفريقيا. وتجري ICANN حاليًا تكليفاً بإجراء دراسة جديدة لتقييم الحقائق الحالية لسوق نظام DNS في إفريقيا. وفي نفس الوقت، لا يزال الشباب في أفريقيا يمثلون موردا أساسيا غير مستغل. ومع المزيد من فرص الاستثمار والإرشاد الأفضل، يمثل رأس المال هذا المفتاح اللازم لمواصلة نمو سوق نظام DNS في إفريقيا وتحويل نظام DNS إلى مساهم كبير في إجمالي الناتج المحلي لأفريقيا.
وتحقيقا لهذه الغاية، تؤكد ICANN من جديد التزامها بدعم تطور منتدى نظام DNS في أفريقيا والاقتصاد الرقمي الأفريقي على مدى السنوات العشر القادمة. وهذا هو سبب قيام ICANN بتوسيع نطاق استثماراتنا في إفريقيا بما في ذلك إضافة المزيد من كوادر المؤسسة في المنطقة.
أعتقد وأؤمن إيماناً عميقاً بأن إفريقيا قد بدأت للتو انطلاقتها في مجال صناعة نظام DNS. وأنا على قناعة بأنه بعد 10 سنوات من مرحلة أشبه بـ "تعلم المشي"، أصبحت صناعة نظام DNS في إفريقيا الآن جاهزة لإدارة كل إمكاناتها الكامنة وإدراك حجم وقيمة تلك الإمكانات.
