اكتسب الإنترنت مكانته بين أكبر الجهود التآزرية بين البشر. أدى ظهور الإنترنت ونتائج ذلك الاجتماعية، والاقتصادية والسياسية على أي تاريخ مكتوب في السنوات الـ30 الماضية. وهو في طريقه ليصبح الجهاز العصبي المركزي الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في العالم.
كل هذا الحديث المتكلف حول تأثير الإنترنت أدى إلى إحداث الرهبه والامتنان لما قام به مجموعة من الباحثين والأكادميين في أواخر الستينيات من القرن الماضي. من مجرد بدايات متواضعة كشبكة بين أربع جامعات، إلى ثورة في الاتصال الجماهيري.
منذ إنشائها، بنيت شبكة الإنترنت بوصفها بنية مفتوحة. يمكن لأي شخص - ولا زال يمكن ذلك - المساهمة في عملها. العضوية في المنظمة، مثل فريق عمل هندسة الإنترنت، الذي يحدد المعايير والبروتوكولات، مفتوح. وحتى اليوم، فإن العديد من المسؤولين عن المساهمة في سياساتها والمعايير والبروتوكولات يقومون بذلك مضحين بأوقاتهم الشخصية مع أسرهم أو أصدقائهم (أحيانًا يتم تعويضهم من قبل أصحاب العمل وأحيانًا لا يتم ذلك.)
لا أعتقد أن أيًا منا سيقول أن العمل داخل قوائم التوافق، ونموذج أصحاب المصلحة المتعددين من أسفل لأعلى أمر سهل. فهو يمثل تحديًا لتجمع العديد من وجهات نظر مختلفة ويحدد مسارًا للمضي قدمًا لا يعترض عليه أحد بشكل رسمي. بناء توافق الآراء والنهج التعاوني هي عمليات تتطلب العديد من الجهود الهائلة وكذلك المجاملة، والتعاون والتوافق بين جميع الأطراف.
نموذج جيد لأهمية التعاون والتسوية هو التوصيات التي نشرت مؤخرًا من مجموعة عمل الخبراء حول دليل خدمات gTLD. وتطور على مدار 15 شهر، تقدم التوصيات النهائية حوالي 180 من المباديء التي تم تحليلها، ومناقشتها. تعكس هذه المبادئ التنازلات التي قدمها كل أعضاء الفريق؛ وأنا أعلم أن بعض أعضاء اللجنة لا يتفقون تماما مع بعضهم البعض. ومع ذلك، على الرغم من هذه الاختلافات، اتفق الجميع أن النموذج الاجتماعي الجديد هو الأفضل لقاعدة WHOIS الجديدة. ونحن جميعًا مدينون لكل عضو لجنة بخالص الشكر لمعالجة هذه القضية الشائكة وتشكيل هذه المجموعة من التوصيات، والمفتوحة الآن للمجتمع.
لأن بناء توافق في الآراء داخل نموذج أصحاب المصلحة هو العمل الشاق، لذا رغبنا في بناء طريق لنا، كمجتمع ICANN، لمعرفة والتعبير عن امتناننا لأولئك الذين يقومون بدورهم على أفضل وجه. تم إنشاء أول جائزة إيثوس لأصحاب المصلحة المتعددين كبرنامج تجريبي هذا العام للقيام بذلك.
تسعى جائزة أيثوس لأصحاب المصلحة المتعددين لتكريم أولئك الذين قدموا الخدمات لمجتمع ICANN ككل. سوف نذكر الرابح أو الرابحين أثناء حفل الافتتاح لـICANN رقم 50. ومع كتابتي لذلك، لا أعرف من سيكون الرابح - ولا أعرف حتى أسماء المرشحين المتقدمين من المجتمع! سيتم اختيار الفائز من قبل مجموعة من المتطوعين في المجتمع المحلي الذين يبحثون عن مرشحين يظهرون روح التعاون الفعلية ويظهرون من خلال الشغف، رغبة حقيقية في المشاركة مع من هم من الخلفيات الأخرى والثقافات والاهتمامات الأخرى. المرشحين الذين أظهروا استعدادهم للوصول إلى أشخاص جدد وتوعيتهم، والاستماع وإشراك الآخرين باحترام ممن لا يحملون نفس وجهات النظر أو الاهتمامات. المرشحين المعروفون خارج دوارهم أو مجموعة اصحاب المصلحة ككونهم راغبين ومستعدين لإجراء حوار حقيقي والعمل تجاه الحصول على توافق في الآراء. هذه الصفات، كما أعتقد، هي التي يمكننا دعمها جميعًا كمفاتيح لنجاح نموذج أصحاب المصلحة المتعددين. وأولئك الذين يجسدون هذه الصفات يستحقون من الامتنان والتقدير مثل أولئك الذين جعلوا إنجازات الإنترنت أمرًا ممكنًا.